واجة هذا العالم بأتزان وعقلانية

<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عواصفنا العاطفية متى ستهدأ

هناك نوع من العواصف قد تهب في أي يوم وأينما كنا,و هي عواصف الرياح ,قد يكون لها آثارها قصيرة المدى ويمكن إصلاحها(هبوبها وركودها بيد الخالق سبحانه),لكن هناك عواصف من نوع آخر نابعة من الكائن البشري وتوجه لكائن بشري آخر( العواصف العاطفية).عاصفة آثارها عميقة ليست كعاصفة الرياح عاصفة تهب أعاصيرها شديدة على مشاعرنا و أحاسيس من حولنا.


فلنغمر حياتنا بهدوء العاصفة ,لكن كيف نغمر حياتنا بهذا الهدوء,وركود رياح هذه العاصفة الإنسانية,هل ركودها بأمر من العواطف أو من الآخرين,عندما تهب أو تهدأ قد نجهل مصدرها.. ومن الموجه لها..

فهل يا ترى نحن من نحرك ونوجه عواطفنا أم العواطف هي التي توجهنا؟؟!!. هل يعني ذلك انك إنسان تحركك العواطف وعواطف الآخرين من حولك وتتحكم بك , بمعنى آخر أنك إنسان ضعيف تميل مع هبوب الرياح ولا تتحكم بذاتك وعواطفك ,لا يوجد إنسان ضعيف,بل إنسان قيد نفسه وسلحها بالضعف والقصور بدلا من القوة والاتزان في التعامل مع الآخرين ومع نفسه.


الوحيد الذي يتحكم بها,الوحيد الذي يقرر خمودها أو ظهورها بقوة,الوحيد من يحدد طريقة تعامل الآخرين معك,هو نفسك ...ذاتك ..أنت.

لا تقول لا تبرر إن الشخص أو الموقف قاسي جبرني على ذلك,انفعلت ولم أستطيع ,(انتبه)عندما تطغى العواطف على التفكير تغيب العقلانية مؤقتا حتى ترضي عواصفك العاطفية..

واجه هذا العالم باتزان وعقلانيه هذا لا يعني الانسحاب والتزام الصمت والتبلد فهذا الضعف بعينه ولا تشد وتقسو فتخسر من أحببت .. لا اطلب أن تنسلخ من عواطفك وتكون محايد ومتبلد المشاعر.. أطلب الرد بمنطق وبعقلانية, لتنصهر قوة عواطف من أمامك ,آدم وحواء ليس فقط أعضاء ودم يجري في العروق,آدم وحواء نفس ومشاعر وأحاسيس تحركه وتضفي على حياته إما الهدوء والطمأنينة وإما الصراع والإحباط...عبر بما في داخلك أضحك ..أبكي.. بحدود لمن تحب ويحتويك.

عندما تهب عواصف انفعالات من أمامك,لا تكن أمامه كالمرآة وتنجرف معه بل تماسك وكن كالوعاء تستقبلها وتسكبها بطريقتك,كن قدوة لمن أمامك عندما يتنحى وينزل عن مستوى التعامل الإنساني بكلام أو أسلوب ملتف حوله الجفاف والدناءة ,أو أسلوب ملتف بالجهل والأمية ,أو أسلوب ليشبع حاجته للسيطرة أو الكره الدفين للطرف الآخر,فأنت تملأ الفراغ الذي بداخله ,وتشعره بالراحة ,ترفع عنه بقوة وإثبات لذاتك ,فنحن بشر نملك العواطف والمشاعر والأحاسيس,

ومن المستحيل أن يكون هناك نفس بلا عواطف أو تأثر انفعالي, لكن نحن من نتحكم بهذه العواطف والانفعالات ونوجهها ,فلنحسن توجه عواطفنا ولنجعلها في مسار صحتنا النفسية ولكي نصل للقمة هو العطــــــــــــــــــــا ء ,لنفيض من هذه العواطف لمن حولنا لنعطي ولا ننتظر المقابل حتى لا نقف من هذا العطاء,فلنبدأ بالتحكم بها ولنبدأ بالعطاء العاطفي.



إضاءة:الصحة النفسية لا تعني الخلو من الأمراض ,الصحة النفسية تمتد لتشمل الاتزان العاطفي والقدرة على ضبط النفس ,والشعور بالسعادة والإنتاجية فلنوجه انفعالاتنا و عواطفنا بالاتجاه السوي ولا ننجرف مع عواطف الآخرين ,فبذلك تحجب عنا الآثار المدمرة على كياننا النفسي...

</BLOCKQUOTE>