فيبحث جديد حيَّر العلماء: كيف يتمكن النمل من معرفة النملة الميتة بسرعةمذهلة فيسارع إلى حملها وإلقائها في مقابر خاصة خارج المستعمرة... إنهاقدرة الخالق عز وجل....
سبحان الله النمل الأرجنتيني البالغ يكتشف النمل الميت فينقله خلال ساعةمن الوفاة إلى خارج مستعمرة النمل ليجمعه على شكل كومة من الجثث حيث يطلقالنملة الميتة نوعاً من الروائح الكيميائية التي تدل على وفاتها وكأنهاتخبر النملات:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ميتة خذوني خارج المستعمرة. ويعتبر التخلص من الجثث سلوكاً تلجأ له النملةللمحافظة على سلامة بيئة المستعمرة وحمايتها من الأمراض، وهو مشابه لمايقوم به البشر. ويأمل العلماء استخدام هذه المواد الكيميائية لتطويرالمبيدات الحشرية للقضاء على النمل. في الصورة تبدو نملة عاملة تحمل نملةصغيرة في طور الحضانة إلى تلك الكومة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن النمل بهذا التصرف يشبه البشر، ومن هنا ربما نستطيع توسيع فهمنا لمعنىقوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُبِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِمِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. وفي هذهالآية إجابة شافية لحيرة العلماء الماديين الذين لا يعترفون بالخالقسبحانه وتعالى.
ملاحظة ورد على شبهة
وعندما كنتُ أقرأ هذه الآية وجدتها تقع بين آيتين تتحدثان عن تكذيبالكفار، وقلتُ سبحان الله! لماذا تأتي آيات القرآن هكذا حتى إن بعضالمشككين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قدالقرآن وقال إن آياته غير مترابطة، حيث يكون الحديث عن الكفار مثلاً ثمتأتي آية تتحدث عن الكون أو الأرض أو البحار... ثم يعود الحديث عن الكفارمن جديد... ويقولون إن هذا دليل على عدم ترابط آيات القرآن، تعالى الله عنذلك علواً كبيراً.
ولذلك فقد دققتُ النظر بالآية التي سبقت هذه الآية فوجدتها تتحدث عن طلب للملحدين بأن تنزل معجزة على النبي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّاللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَايَعْلَمُونَ) [الأنعام: 37]، ثم تأتي الآية 38 من سورة الأنعام وهي آيةتحوي العديد من المعجزات، وهي قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِيالْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌأَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىرَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].
فلو كان لدى هؤلاء الملحدين علم كما
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) لم يطلبوا أي معجزة، لأن كل شيءفي الكون يشهد على وجود الخالق الحكيم، ولذلك جاءت هذه الآية لتحدثهم عنحقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، وهي أن بقية المخلوقات هي أممأمثالنا، وبالفعل لا زال العلم يكتشف مصداق هذه الآية يوماً بعد يوم.
والآن لنقرأ النص القرآني المؤلف من ثلاث آيات: (وَقَالُوا لَوْلَانُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىأَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَامِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّاأُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّإِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَاصُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْيَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأنعام: 37-39].
إذاً لا يوجد انقطاع في معاني الآيات إنما جاءت الآية 38 لترد على الكفارطلبهم بنزول معجزة، فقد وضع الله آية عظيمة مليئة بالمعجزات (الآية 38)،ولكنهم لم يشغلوا عقولهم، ولذلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في الآية التي تسبق هذا النص مباشرة: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَيَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِيُرْجَعُونَ) [الأنعام: 36].