الطلاق العاطفى

الطلاق العاطفي غياب غير معلن للحب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حقاً
للبيوت عوالم وأسرار لكنها تتحوّل أحياناً إلى ساحات للصراع أو الإهمال أو
اللامبالاة، حتى يتجاوز البيت لمفهومه وقيمته ويصبح ضرباً من الانتظار
وغابة قلق لا أكثر، وكم من هذه البيوت المضاءة تنطوي على أنفس قلقة في
علاقتها بالطرف الآخر حتى وان بدت في أحسن حالات تماسكها ظاهرياً، وهو ما
يولد ظاهرة منتشرة بشكل ملحوظ تسمى الطلاق العاطفي .
ويعرف علماء النفس
الطلاق العاطفي هو التباعد والفقدان التدريجي للشعور بالمودّة والمحبة
والرغبة بين الزوجين، رغم كونهما لا يزالان تحت سقف واحد.
وتقول ام عبد
الله 45عاما» انها تعيش هي وزوجها في منزل يسوده الصمت وتكاد لغة الحوار
معدومة بيننا فيخرج زوجي في الصباح للعمل ثم يعود للغداء ومن ثم يخرج من
المنزل إلى منتصف الليل ثم يعود لينام مرة أخرى وكأنه غريب يسكن في فندق لا
يهتم لمتطلبات البيت إضافة إلى كثرة النكد والشجار والنرفزة بيننا على
أتفه الاسباب».
ويعرف اخصائي علم النفس الدكتور عاطف شواشرة الطلاق
العاطفي:» أنه حالة من انعدام الحب والتعاطف يعيش فيها الزوجان منفردين عن
بعضهما البعض رغم وجودهما في منزل واحد، ويعيشان في انعزال عاطفي تام، ولكل
منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر، حتى يصبح حضور أو غياب أحدهما
عن البيت لا يعني للآخر الكثير، وربما يصل في مرحلة متقدمة إلى شعور
بالراحة والاطمئنان عند الغياب أو السفر، كما يعرف على أنه التباعد
والفقدان التدريجي للشعور بالمودّة والمحبة والرغبة بين الزوجين، رغم
كونهما لا يزالان تحت سقف واحد». ويبين شواشرة أن من أهم اسباب هذه الظاهرة
عدم قدرة الازواج على تجديد أنفسهما واهمال الجانب العاطفي للشريك
والانغماس بالأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والمهنية والاهتمام بالاطفال
على حساب الزوج، والبخل بالتعبير عن المشاعر تجاه الشريك وعدم الاهتمام
باللحظات الرومانسية التي تجمع الزوجين وتعمل على اشتعال العواطف بينهما
كالتعبير عن الحب بالكلمات او احضار الهدايا (كالورود مثلا) في المناسبات
المختلفة.
ويشير إلى أنه قد تنتج هذه الحالة بسبب جهل احد الزوجين أو
كليهما بأهمية الجانب الوجداني واهمال الاعتناء بالجسد والمظهر الخارجي
والأناقة.
ويبين أن هذه الحالة تتاثر بمدى الاقبال على الحياة عموما
وتبادل لحظات الفرح في الأسرة من خلال الجلسات الجماعية والرحلات الترفيهية
ومشاركة الآخرين من الأقارب والأصدقاء المناسبات الاجتماعية مما يبعث على
تجديد النفوس وتحسين العلاقة العاطفية بين الزوجين، وبعكس ذلك يبقى الزوجان
في اطار اجترار الواقع وتكرار نفس الأنماط المعيشية.
ويشرح بأن الطلاق
العاطفي يزرع اليأس والروتين والملل في نفوس الازواج وهذا يؤدي إلى تدني
الرغبة في الحياة وقلة السعادة والبدء بإزدراء الواقع والأحداث والعزوف عن
الحياة بشكل عام.
ويؤكد أن الطلاق العاطفي يمثل قوة تدمير سلبية تغطي
بظلالها القاتمة كافة شؤون الحياة، كما ان غياب مؤسسات الإرشاد الأسري يقف
عائقاً أساسياً في قدرة الأطراف على المعالجة، إذ إنّ أفضل ما توفره هذه
المؤسسات هو إعادة التواصل بين الأزواج وإيجاد أرضية مشتركة يقف عليها
الطرفان ويجدان أهدافاً ومسببات تدفع للاستمرار في هذه العلاقة، وتعطي
الكون والوجود معنى الحياة.
ويعزو اخصائي علم الاجتماع الدكتور مجد
الدين خمش ظاهرة العزوف العاطفي عند الزوجات في منتصف العمر لأسباب طبية
يجب أن يحترمها الرجل فهناك تغيرات فسيولوجية بسبب انخفاض نسبة هورمون
الاستروجين والبروجستيرون في الدم وعادة ما تكون هذه التغيرات في سن تتراوح
بين 45 و55 سنة وقد يحدث ذلك مبكراً في سن تتراوح بين 25 و38 خاصة عند
المدخنات. ويبين أن الآثار السلبية التي يتركها الطلاق العاطفي على الحياة
الزوجية شيوع الصمت وضعف التواصل وغياب لغة الحوار في الحياة الزوجية.
والانسحاب
من الحياة الزوجية ما يؤدي الى تبلد المشاعر وجمود العواطف وغياب البهجة
والمرح والمودة والتودد والأجواء الرومانسية.وغياب الاحترام واللين والرفق
بين الزوجين وشيوع العناد والنرفزة والتذمر والشجار والنزاعات لأتفه
الأسباب.إضافة إلى الاهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات وآلام
كل طرف والهروب المتكرر من المنزل أو جلوس الزوجين في أماكن منفصلة داخل
بيت الزوجية.
وتقول سارة محمد (ربة منزل) «كل يوم يمر علي أفقد فيه
الإحساس بأنوثتي، حيث تمضي سنوات عمري وأنا أعيش دوراً لم أختره داخل أسرتي
وأمام أهلي، فأنا أعتبر نفسي مهمشة في حياتي الزوجية، رغم أنني أوفر لزوجي
أسباب الراحة التي يطلبها، فنحن نعيش معاً مثل الغرباء في بيت واحد.
ويبين
خمش أن الطلاق الصامت يسميه الاختصاصيون في الإرشاد الأسري الطلاق الصامت
أو العاطفي، والطلاق الحقيقي أفضل من الطلاق الصامت بين الزوجين، ففي
الحقيقي يعلم أي من الزوجين ما له وما عليه، لكن الطلاق الصامت يدمر
العلاقة ويشيع الهواجس والظنون.
ويؤكد أن الطلاق الصامت يحدث خشية أن
يتسبب الطلاق التام في تشرد الأولاد، ولتجنب تابوهات اجتماعية محددة كما
يعتقد الزوجان، وقد لا تطلب المرأة الطلاق لعدم وجود عائل لها ولأولادها
غير زوجها، لذلك تفضل الطلاق الصامت.

مشكوووووووووووره يا قمر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

» الزكاء العاطفى
» زوجه طلبت الطلاق فماذا فعل الزوج