الغدة السعترية سادس الغدد الصم

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المعروف أن عدد الغدد الصماء خمسة وقد سميت بالصم لأنها تأمر ولا تستجيب وكأنها أميرات العالم الجسماني تتحكم في جانب من الحياة خاصتها. فمن هي يا ترى الغدة السعترية وما وظيفتها ومكانها وهيأتها ولمذا سميت بهذا الإسم. وللتذكير فالغدد الصماء هي: الغدة النخامية، الدرقية، الكضرية، البنكرياس، واللوزتين عند الرجل والمبيضين عند المرأة.
الغدة السعترية (Thymus gland) كما أسماها مكتشفها الطبيب اليوناني جالينوس في القرن الثاني للميلاد، والذي لاحظ شكلها الذي يشبه إلى حد بعيد باقة من زهور السعتر، إلا أن البعض يسميها الغدة التوتية لكثرة شبهها بحبة التوت(Fraise)
هي غدة تقع أسفل الرقبة وأعلى الصدر ذات فصين متصلين وكأنها لوزتان مما جعل آخرين ينادونها بلوزة الصدر.
تتميز هذه الغدة عن سواها كونها تصاحب مرحلة الطفولة وتترعرع معها حتى تضمر عند البلوغ لدرجة التلاشي تماما مع تقدم العمر. تولد الغدة مع المولود وتكبر معه حتى الثانية من عمره لتثبت في حجمها عند السابعة ويعاد نشاطها ونموها عند الحادية عشر والثانية عشر لتبدأ في الضمور حيث لا يبقى غير ثلث حجمها في سن الثالثة والعشرين، أما عند كبار السن فقد لا يوجد لها أثر.
هذه الظاهرة أثارت جدلا واسعا حول وظيفتها وطبيعة تركيبها وهل هي فعلا تنتسب للغدد الصم الأخرى أم هي أحد أركان الجهاز اللمفاوي الذي يختص باللوزتين والعقد اللمفاوية.
ربما تقوم بالوظيفتين معا هذا ما خلُصت إليه إحدى الدراسات المجهرية وكما يوحي بذلك تركيبها الخلوي وقد لوحظ تضخمها مع اضطراب الغدد الأخرى وأيضا تتضخم بتضخم الجهاز اللمفاوي ومن هنا جاء الإجتهاد على أنها أحد أركان جهاز المناعة الذي يحمي الإنسان في مرحلة الطفولة. ورأي آخر يقول: بأنها تنظَّم الإشارات العصبية في العضلات، ولها إفراز يثبط مفعول مادة الأيستيتايل كولين (Accetyl choline) وهو ما يُفرَز عند نهاية الأعصاب في العضلة ويدفع لانقباضها مما يجعل استئصال هذه الغدة أحد أشكال العلاج في مرض وهن العضلات. ورأي ثالث يرى وظيفتها نمو الجسم (Myasthenia grvis) ونضوجه الجنسي وهذا ما يدل على ضمورها مباشرة بعد البلوغ حتى الإختفاء التام.

كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

» امراض الغدة الدرقية والحمل